الصفحة الرئيسية › رياضة

رياضة ماهر الكنزاري يتحدث عن نزاع ال50 مليونا مع الترجي والعودة اليه..وعلاقته بالمدب وبنّور ومعلول

مطالبتي بأموالي من الترجي ليست جريمة ولا أحد بامكانه منعي من العودة إليه!

 مشكلة الملعب التونسي "اللي يقوم الأول يحكم"

"فيستيار" الترجي كانت خطا أحمر ..والافريقي ضحية أجواء كواليسه

لا يوجد حاليا تونسي قادر على تدريب المنتخب الوطني

في ظرف وجيز خاض المدرب ماهر الكنزاري تجارب عديدة، فبعد الترجي الذي غادره في أكتوبر من العام الماضي تحوّل الى النادي البنزرتي حيث لم يعمّر طويلا ومنه طار الى الوكرة القطري في موفّى شهر مارس ليخوض مغامرة تكلّلت ب»النجاح» على الأقل في ظل توفّقه في انقاذ الفريق من مصير الهبوط..
عن كل هذه المراحل المتقلّبة ونزاعه القانوني مع الترجي و»تنكّره» لفريقه الأم الملعب التونسي وعلاقته بمعلول والطرابلسي وما يشوب مسيرته من احترازات وانتقادات، كان لأخبار الجمهورية هذا الحوار مع ماهر الكنزاري ندعوكم الى مطالعته :

اخترت وجهة غير متوقعة بتركك النادي البنزرتي والتحوّل الى الوكرة القطري، فكيف تقيّم هذه التجربة الخاطفة ؟

هي محاولة ناجحة ستحسب في مسيرتي لأن ما تحوّلت من أجله وهو ضمان البقاء تحقّق، لذلك يمكن القول انها مجازفة مني كلّلت والحمد لله بالنجاح..

قبل العودة الى الدوري القطري، تركت وراءك سيلا من الانتقادات والتعليقات ب»هروبك» من بنزرت التي نجحت فيها سابقا، فما ردك؟

صحيح أن للنادي البنزرتي مكانة خاصة في قلبي وعرفت معه النجاح سابقا، ولكن دعني أقولها صراحة انه اذا ما شعرت بأجواء غير مريحة وبتعطيل لسير عملي بشتى الطرق الى حد يصبح فيه وجود ماهر الكنزاري مزعجا للبعض ومعطّلا لسير المنظومة ككلّ فاني أخيّر الانسحاب..

عن أية أجواء غير مريحة وعراقيل تتحدّث والحال أن هيئة مهدي بن غربية دافعت عنك باستماتة لترسيمك كمدرب للسي.آ.بي؟

كرة القدم ليست هيئة فقط..بل عدة عوامل..بصراحة طويت هذه الصفحة ولكنني أكرّر القول انني اتخذت القرار المناسب انذاك بالانسحاب..

قبل بنزرت كنت مدربا للترجي في تجربة صنفها الكثيرون بالفاشلة في ظلّ غياب الالقاب عن الفريق باعتبارها مقياسا أساسيا للتقييم، ما تعليقك؟

أنا لا أؤمن بهذا التقييم، ليس نصرة لذاتي بل ايمانا مني بأن لكل تجربة ايجابياتها حتى وان كانت النتائج لا تتماشى مع الانتظارات..عملت باجتهاد ولكن المحصول الكروي لم يلائم ما أنجزناه وكان من الطبيعي حدوث الانفصال..

في رأيك، ما سبب غياب النجاح مع الترجي رغم أن الهيئة وفّرت لك كل شيء ومنحتك صلاحيات كبيرة وحظيت معها بحصانة؟

ليس هناك شيء مضمون في كرة القدم.. فالبطولة والكأس ضاعا نتيجة قلّة تركيز في مباراتين مثلا كما أننا قدمنا لقاء كبيرا في جوهانسبورغ ضد أورلاندو بيراتس وسعينا الى الفوز في رادس لكن الجاهزية لم تحضر..في الترجي دائما هناك بحث عن اللقب والخسارة كانت مؤلمة..

كنت شاهدا على عودة الدراجي ونجانغ مثلا وانتداب المباركي وغيره... هنا يعيب عليك الكثير من أنصار الترجي عدم تدخلك لنصح الهيئة ان كنت متيقنا وقتها من غياب اضافة هؤلاء؟

لا.. ليس الى هذا الحد، حين استعدنا الدراجي ونجانغ كنا نأمل في جاهزيتهم بالاعتماد على النسق مع سيون لكن للأسف تعطّل الأمر قبل عودتهما تدريجيا الى الفورمة مؤخرا..أما المباركي مثلا فأكد حتى بعد خروجي انه قيمة ثابتة وهو انتداب جيّد للترجي خاصة أن العقد يمتد على خمس سنوات..
كرة القدم ليست علما ثابتا ومهما كانت كفاءة أي مدرب فلا يمكن له ضمان النجاح بنسبة مائة بالمائة في كل الانتدابات..
كنت ضمن الاطار الفني للترجي على امتداد ستّ سنوات تقريبا...ما الذي جعل هذا التراجع يحصل رغم الاحتفاظ بعدة ركائز نجحت سابقا مع الفريق؟
حتى وان فشل الترجي نسبيا فان ذلك يندرج ضمن قانون اللعبة..لا يمكن لأي فريق في العالم حتى بالمحافظة على نفس الرصيد البشري،لا يمكن له بسط سيطرته دائما..أضف الى ذلك فان اللاعب التونسي لا يستقرّ على نفس المردود والاصرار مقارنة بين بدايته وبعد سنتين فحسب فيما بعد..للأسف هذا هو واقع كرتنا...
يسأل الكثيرون اذا ما كنت على اقتناع وفق كلامك بأن الخروج من الترجي يندرج في قانون اللعبة، يسأل عن سبب اصرارك على تتبع ادارته وحرصك على التعويض المالي بنحو خمسين مليونا؟
هذا الاجراء لن يكون نهاية العالم بيني وبين الترجي ولم أقترف من خلاله جريمة ..ثم اني لم أتحدث بتاتا في هذا الموضوع ولم أشهّر بهيئة النادي حتى وان بحثت عن مستحقاتي وهذا أمر مشروع في نظري..
حسنا، أنت اخترت الصمت ولكن حمدي المدب قال سابقا انه لم يندم فقط على تأخر عملية اقالتك بل ندم على منحك الثقة منذ سنة ونصف تقريبا خلفا لمعلول، فما ردّك؟
طبعا هو أدرى الناس بشأن الترجي وهو حرّ فيما يقول ويستنتج من آراء.
من جهته قال رياض بنور لأخبار الجمهورية ان علاقته الانسانية بماهر الكنزاري مازالت متواصلة..فهل تحافظ على التواصل من جانبك مع حمدي المدب؟
أتواصل معه انسانيا في المناسبات والأعياد فقط..أما عدا ذلك فلست من جالسيه أو ما شابه ذلك..
بصراحة، ألا تخشى أن تكون قطعت صلتك الى الأبد مع الترجي بعد لجوئك الى لجنة النزاعات بحثا عن مستحقاتك..وهال مازلت تطمح الى تدريب الفريق؟
طبعا..لكل مقام مقال ..وان كتب لي الله يوما أن أعود الى بنك الترجي كمدرب فسيتحقق ذلك حتما..
شاهدوا ما حدث لنبيل معلول حين تقمّص زي الافريقي..ولكن حين كتبت الأقدار عودته الى الحديقة ب فانه توّج ونجح مع الترجي..وكذلك شأن فوزي البنزرتي الذي «فرّ» الى ليبيا ثم عاد مكرّما الى النادي وتوج معه محليا واقليميا..هذه مسائل جانبية لا صلة لها بالاحتراف.
نواصل مع الترجي، وبعيدا عن خسارة الكأس..هل تتوقع النجاح للفريق في دوري الأبطال بعد هزيمتين وانتصار؟
نعم أنا متفائل بذلك والترجي قادر على العبور وتلك شيم الفرق الكبار..
مم تستمدّ هذا التفاؤل؟
من تقاليد الترجي وقدرته على تجاوز مشاكله مهما احتدّت..وبجمهور مثل ذلك فان زملاء الدراجي عائدون الى الواجهة..
على ذكر الجمهور، هناك شقّ كبير نسب الى أنصار النادي الانتصار الحاصل في دوري الأبطال ضد السي اس اس، هل تؤيدهم القول؟
نعم، وهذه خاصية جمهور الترجي..فحين يكون النادي في أفضل حالاته يحضر «التنبير»..وحين تتردّى الأوضاع وترتبك النتائج فان قوّة الدفع الجماهيرية الرهيبة تصنع الفارق ..وهذا من أسرار الكبار..
ذهب كرول وجاء دوسابر..هل تعتبر ما أتاه الأول حين هرب من صفاقس «خطيئة»..وما قراءتك لمشوار المدرب الثاني مع الترجي مستقبلا؟
كرول ليس طريّ العود وله ما يكفي من الخبرة كمدرب وكلاعب سابقا لتقرير وجهته وهو يدرك الصواب من الخطأ فيما أتاه..أما بالنسبة لدوسابر سننتظر النتائج لنحكم عليه بالسلب أو الايجاب..
نواصل مع الترجي لنستفسرك عن تضخّم نشر غسيله الداخلي..ماذا تضيف في هذا السياق؟
والله لست مطّلعا بالكامل عما يجري في كواليس النادي..لكن ما أعلمه أنه مهما يجدّ سابقا في حجرات الملابس فان الأمر يظل خطا أحمر ممنوع التجاوز ويستحيل خروجه من «الفيستيار»..ولا أعلم ما السبب في تفاقم هذه الاشكالات راهنا وصعودها الى الملء...
قبل أن نقبل موضوع الترجي..لا بد أن نسألك عن سبب تجاهل من كانوا مرسّمين كأساسيين في تشكيلتك وأهمهم مجدي تراوي..هل هي تصفية الحسابات كما يتردّد؟
لا اعتقد ذلك ولا أؤمن بهذا المنهج في الترجي..مجدي تراوي قيمة ثابتة وهو يلعب أساسيا منذ عشر سنوات تقريبا في أكثر من فريق ومع عدة مدربين ولذلك أظنّ أن مشكلته ادارية بحتة مع الهيئة..
قبل تحوّلك الى الوكرة،طفا اسمك لتدريب الملعب التونسي ولكنك آثرت التدريب في الخليج : ما ردّك عمّن اتهمك ب»التنكّر» لناديك الأم؟
هذا ليس من شيمي و»البقلاوة» جزء مني..كل ما في الأمر اني تلقيت بعض الاستفسارات في شكل استشارة وقدّمت يد العون بما كنت قادرا عليه للملعب التونسي..عدا ذلك فاني لم أتلق أي عرض رسمي لتدريب النادي انذاك...
بعيدا عن مسابقة الكأس، برأيك ما الذي أوصل قلعة «البقلاوة» الى هذا الحال وجعلها على شفا الانهيار ؟
بالطبع كانت هناك عدة تراكمات فنية ومادية وادارية تنبىء بوقوع المحظور قبل سنوات..لكن اللامبالاة تواصلت..باختصار مشكلة الملعب التونسي هي «انو اللي يقوم الأول يحكم»..
نجح ماهر الكنزاري في انقاذ الوكرة وتوّج معلول واختير الطرابلسي كأفضل مدرب..هل تواصلتم سويّا هنالك..وما علاقة مدربينا فيما بينهم في الخليج ؟
نعتز ونفتخر بتشريفنا لكرة القدم التونسية، وأطمئن الجميع بأن علاقتي بنبيل وسامي جيّدة ونتواصل والحمد لله..وعلاوة على أسمائنا فهناك نجاحات عديدة لفتحي جبال وعمار السويح ولطفي جبارة وغيرهم..وأتمنى أن تحظى بالتفاتة..
وكأني بك تلمّح الى تجاهل هذه الملفات في تدريب المنتخب مقابل ترجيح كفة جورج ليكنز؟
لا ليس هذا، دعني أصارحك بأنه لا يوجد حاليا مدرب تونسي قادر على قيادة المنتخب في هذا الظرف..هناك أجواء مشحونة وضغط شارع يفرضان اللجوء الى فنيّ أجنبي والجامعة أحسنت فعلا باختيار ليكنز..فقط أردت التفاتة الى التونسيين الذين يجدون كل التقدير والاهتمام خارج الوطن ولكن اعلامنا يتجاهلهم و»ما يضوي كان عالبرّاني»..
وما دخل الاعلام..هل سنفرضكم عنوة على مسؤولي الأندية؟
ليس الى هذا الحد، ولكن ما يكتب ويذاع ويبث يؤثر على المسؤولين بحقّ، فاداريينا هم «أحباء» برتبة مسؤولين للأسف ويتأثرون كثيرا بما يرد في وسائل الاعلام.
سأطلب منك اختيار أفضل مدرب تونسي للموسم الذي نودّعه؟
في كرة القدم ليست هناك قواعد ثابتة..ولذلك اقول ان شهاب الليلي كان الأفضل هذا الموسم فقط..
ما تقييمك لبقية فرق الصدارة علاوة على الترجي: النجم مع لومار والصفاقسي مع الدو؟
لومار غني عن الوصف وهو أفضل مدرب أجنبي حلّ بكرتنا وقدّم لها الكثير..وأعان النجم بصفة ملحوظة ولذلك اذا ما ثبت خروجه فانه من شبه المستحيل أن ينجح خلفه في سدّ الشغور بكل صراحة..
أما النادي الصفاقسي فهو وفيّ لتقاليده ودعني أثني على حجم العمل الذي ينجزه زميلي حمادي الدو في السي.أس.أس.
والافريقي..كيف ترى وضعه؟
نسمع عن الكثير من المشاكل والانقسامات في الكواليس وهذا سبب الفشل فيما أعتقد لأن الافريقي يمتلك وفق رأيي ثاني أفضل رصيد بشري قي تونس بعد النادي الصفاقسي..
وأنت تستعدّ لموسم جديد، هل ستحمل نسائمك اسم لاعب تونسي الى الوكرة؟
الى حد الان لم يطرح الموضوع، لدينا اسمان أجنبيان وأضفنا المغربي متولّي القادم من الرجاء..وكما تعلمون فان عدد الأجانب تقلّص الى ثلاثة في دوري نجوم قطر..وهناك حديث عن امكانية الاستئناف واضافة لاعب رابع، واذا ما تم ذلك فقد أفكّر جديا في لاعب من بطولتنا..
ما دمنا نتحدث عن اللاعبين، من لفت انتباهك هذا الموسم؟
هناك الكثير وأبرزهم آدم الرجايبي وحمزة المثلوثي وفخرالدين بن يوسف والفرجاني ساسي اضافة الى يوسف المويهبي الذي أكد رفعة خصاله واستعادته للفورمة..
مازال يوسف المساكني يثير الكثير من الجدل وهناك من ينتقده لاختياره الخليج..فهل مازالت ترى هذا الاسم قادرا على خوض تجربة أوروبية؟
يوسف المساكني قادر على فعل كل شيء..طبعا متى آمن وأراد ذلك..وأظن أن قدوم مايكل لاودروب المنتظر لتدريب لخويا اذا ما تمّ سيمنح المساكني أجنحة جديدة..
نعود الى شأن يخصك..هناك من يعيب عليك تخمّرك الزائد عن اللزوم الذي أحرجك مرارا في ملاعبنا وظل «اتيكات» ملتصقة بك على شاكلة ما جدّ لك مع جماهير النجم؟
أظن أن تلك اللقطة لا يمكن أن تتعدّى حدود الملعب وتفسيرها واضح هو اني انسان vainqueur «رباح» أتفاعل بكل جوارحي مع أطوار المقابلة...
بما تمضي على خاتمة الحوار؟
أتمنى تعافيا سريعا لمنتخبنا الذي يؤلمنا تخلّفه عن المونديال الحالي..أنا متفائل باستعادة النجاحات لكرتنا..ومن زاوية شخصية أتمنى برهنة وتأكيد حسن العمل والنتائج في تجربة الموسم الجديد مع نادي الوكرة.

حاوره : طارق العصادي